تعليقات واراء
«راوي قرطبة» لعبدالجبار عدوان
صحيفة الدستور الاردنية 28 ابريل 2007
«راوي قرطبة» لعبدالجبار عدوان * ليست مجرد رواية تاريخية بل سيرة أمة كاملة
*كتب المحرر الثقافي
يحتار المرء حين يبدأ بقراءة رواية عبدالجبار عداون ، كيف استطاع عدوان في روايته الأولى هذه ، أن يجمع كل هذه المعلومات التاريخية الهائلة والدقيقة ، ويضعها في قالب سردي جميل ، لا بل غني ومشوق ، ففي كل صفحة من صفحات الرواية نجد معلومات وأسماء واخبارا كثيرة ومذهلة ، تدفع للسؤال فورا كيف كثف عدوان عمله على هذا النحو ، من االدقة والإبهار ، دون ان يكون على حساب الفنية والسرد الذي يغيب في اكثر روايات هذه الايام.
راوي قرطبة ليست رواية ثرثرة وكلام فائض لا معنى له ، أو حشو زائد يصيب القارئ بالغثيان ولكن ليس غثيان سارتر بل الغثيان الذي تتحمله بحثا عن جملة ادبية بليغة أو شخصية مرسومة بدقة فلا تجد غير الكلام الذي يجر الكلام ، والحورات الفارغة. لا يمل قارئ راوي قرطبة من متابعة الاحداث التي يستعرضها عما عايش منذ صباه حتى شيخوخته ، أو حين يعود الى دفاتر اجداده الذين سجلوا التاريخ لأمراء الاندلس ، فجده الاول جاء من اليمن مع الفاتحين للمغرب العربي ودخل الاندلس مع موسى بن نصير عام 92 للهجرة.
بدأ الراوي سليمان حتى منذ صباه مهيأ لهذه المهمة فقد عرفه جده على ابن مؤسس الخلافة الاندلسية الناصر ، هشام ابن الحكم ، منذ كان صغيرا. كما غزا مع الحاجب المنصور ، عشيق ام هشام بعد موت الحكم ، وسجل كل التطورات في عهده وعهد ابنائه الذين انقلبوا على الامويين ومهدوا للحرب الاهلية ولبداية النهاية للاندلس.
الاحداث التاريخية بكل تفاصيلها ترد في الرواية ، التي نشرتها دار الفارابي ، ضمن سياق روائي لتفاصيل حياة سليمان وعائلته ، اجداده واحفاده. فيها قصص الحب ، ودروس تعلم الفروسية انذاك ، ونقاشات علمية لم تظهرها اي كتب للان. فمن يعرف مثلا ان علماء الاندلس في القرن الثاني الهجري اثبتوا كروية الارض وسجلوه عبر ابيات شعرية لا مجال في تأويلها. أو ما قام به الأصوليون من ضغوط لنفي العلماء ، أو قصص الشعراء الذين قطعت السنتهم ، والخلفاء الذين ذبح اولادهم ، والجاريات اللواتي قمن بانقلابات سياسية لضمان سيطرة اولادهن ، أو أن غالبية خلفائنا في الاندلس وخارجها كانوا ابناء جاريات تحولن الى أم ولد ، ومن ثم أم خليفة. كما يسرد الرواي تفاصيل الغزوات الى ممالك النصارى في الشمال ، وقد تزوج لاحقاً مسبيته الوحيدة.
لكنه قبل الزواج سافر في رحلة الى صقلية الاسلامية والتقى هناك راوي المتنبي ونشر اول ديوان لشاعر العرب ، فقد عمل ابوه في مجال النشر وصناعة الورق. ثم واصل رحلته الى بلاد الفرنجة بعد ان حرر إحدى جاريات امير صقلية ، وطاردهم قراصنة في البحر حتى وصل الى اواسط فرنسا للقاء صديقه منذ ايام الدراسة في جامعة جامع قرطبة ، وهو الصديق الذي سيصبح بابا للكاثوليك قبيل اول الغزوات الصليبية للاندلس والشرق. رحلته الاخرى كانت مع ابنه الى الاسكندرية والفسطاط والصعيد ايام الحاكم بأمره ، الذي هدم كنيسة القيامة ومنع اكل الملوخية واعتقل النساء في بيوتهن حتى تآمرت عليه اخته وقتلته.
التفاصيل التي تأتي عليها الرواية ، سواء عن الامكان والمدن والجغرافيا ، أو عن الظروف المعيشية والوضع السياسي تساهم في وضع القارئ في اجواء ذلك الزمان الى درجة التعامل بالنقود واسعار المشتريات ، وكل ذلك معتمد على مراجعة المؤلف لعشرات أمهات الكتب وروايات الرحالة ، وهذا ما تطلب منه على ما يبدو سنوات من العمل الجاد ، كما قام بزيارات ميدانية ، لكل مواقع احداث الرواية التي جاءت في 591 صفحة وبغلاف جميل يناسب المحتوى وتزينه مقصورة مسجد قرطبة الكبير الذي لا زال رمزا للمدينة حتى يومنا الحاضر.
اختار عدوان لغة فصحى شبه كلاسيكية ، لكنها سلسة جداً ، وهي إشارة ذكية أيضا إلى اللغة التي سادت في العصر الاسلامي الذهبي والظلامي الغربي.
كانت قرطبة آنذاك بالنسبة للغرب المسيحي ما هو عليه الغرب الان مقارنة بالعالم الاسلامي. لا يعني ان ذلك الزمن كان رومانسيا بحتاً ولكن مع كل السلبيات في العالم الاسلامي الذي تدور فيه الاحداث ، فأن الفارق مع الغرب المسيحي كان شاسعاً ، ويكفي هنا الاشارة الى الاغتيالات للباباوات والفساد الذي ساد الكنيسة في ذلك الوقت. وقد تعرف راوي قرطبة ايضاً على مصلحين ارادوا انقاذ الكنيسة في الغرب ، ولذلك يستعرض في رحلته اراءهم حسب معايشتهم وهو متنكر كمسيحي حتى وصل الى صديقه الذي سيصبح بابا وكان على علاقة مقربة مع الامبراطور اوتو. لكن كيف حدث الانهيار في الأندلس ، هناك في الرواية تفاصيل الخلافات التي دبت بين المسلمين والتي اوصلتهم الى طلب الدعم من القوات الاجنبية مقابل التنازل عن اراضي ودفع جزية ، تلك التفاصيل الحقيقية انذاك تبرز امام القارئ وكأنها من عالمنا اليوم. الاقتتال الطائفي ، ضياع الامن ، التكالب على السلطة ، الفساد والافساد ، ومن ثم سيادة همجية القوة. تظهر الرواية توالي الامم ، النهوض للقمة ومن ثم الانغماس في الراحة والنعيم والبذخ وما ينتج عنه من تكالب داخلي وخارجي يؤدي الى الانهيار الذي ينبع دوماً من الداخل. بسقوط الاندلس استعاد الغرب قطعة من اوروبا ، والحملات الصليبية التي تبعت ذلك السقوط تم التخطيط لها في عهد راوينا سليمان ، وقد يرى البعض ان تلك الحملات لا زالت قائمة ، وإن اختلفت الوسائل.
الرواية ليست بكاء على الاطلال وانما توضيح صورة بقيت الكثير من تفاصيلها غائبة عنا حتى الان ، رغم الكثير مما كتب عن تلك الفترة التاريخية.
اوردت صحيفة القدس العربي يوم 4 مارس 2007 تقييماً لراوي قرطبة جاء فيه :
… يحكي هذا العمل الضخم نسبياً، تاريخ الاندلس بكل ما حواه من صراعات سياسية وما تضمن من ثقافة وادب، مفصلاً الحياة الاجتماعية وعلاقات الناس بعضهم ببعض، وتاريخ الملوك والامراء والسلاطين والقواد. هي رواية تستبدل التاريخ بالادب، او لنقل إنها تعيد صوغ التاريخ بلغة أدبية على غرار ما فعله تقريباً الرواة الاوائل، من الطبري الى الاصفهاني، ومن حمادة الراوية الى الجرجاني.
… الراوي يتحدر من سلالة رواة أتقنوا علم الاخبار وتسجيل التاريخ، لكن الراوي بعكس الاجداد يروي التاريخ الذي لطالما تجنبه السلف خوفاً من قطع اللسان، وبهذا يكون خرج على منهج الاجداد كما يصرح الراوي نفسه في بداية الرواية. وبسبب جريان السرد الذي تم تقطيعه الى فصول صغيرة أشبه بالاخبار المنفصلة حدثياً المتصلة تاريخياً، ندرت الحوارات. ثمة صوت شبه أوحد يخبر تاريخ الاندلس هو صوت سليمان…
تقييم لراوي قرطبة (جيدة جداً) على موقع دروب ضمن ملف أخر ما قرأت، الذي سجله الكاتب نبيل فهد المعجل وجاء فيه :
تميزت الرواية بسلاسة اللغة وغني الاحداث بشكل متماسك للغاية. تذكرني أحداثها بالصراعات الطائفية في العراق، وما نعيشه اليوم في العالم العربي، من تفتت السلطة وتزايد المصالح والانشغال بالبحث عن أعداء وهميين ونسيان العدو الحقيقي. هناك مبالغة في ذكر تفاصيل صغيرة أضرت، من وجهة نظر شخصية بحتة، بالرواية حيث تعمق في نقل تفاصيل الحياة الاجتماعية في قرطبة، بحكايات عن عادات الزواج والطهور والضيافة وحكايات الفتن الدينية والسياسية، ويسلط الضؤ على مجريات المعارك وسياسة جمع الغنائم وغيرها من التفاصيل الكثيرة… انصح بقراءتها وبقوة وبالذات لمحبي التفاصيل الصغيرة.
اشارت صحيفة "الشرق الاوسط" يوم 18 اكتوبر 2006 الى موقع الراوي بالتالي :
عبد الجبار عدوان كاتب الرواية العربية التاريخية «راوي قرطبة»، التي أصبحت الرواية العربية الوحيدة التي تباع عبر موقع أمازون الالكتروني، أقام موقعا على الإنترنت ليضم هوامش وصورا وأشعارا تتعلق بالرواية وبالأندلس، وأضيف للموقع الآن صفحة يكثر زوارها إذ تضم قطع فيديو عن أماكن الرواية الى جانب المعارض الأخرى عن عصر الرواية التي نشرتها دار الفارابي في بيروت.
بعنوان "عبد الجبار عدوان يقارن بين الأمس واليوم ... التسامح الأندلسي في رواية وثائقية" كتبت الناقدة (مي باسيل) في صحيفة الحياة – 15 اكتوبر - رأياً مطولاً نورد بعض فقراته :
رواية عن تسامح الأندلس وتاريخه وتعددية مجتمعه، أراد مؤلفها، الكاتب الفلسطيني عبدالجبار عدوان ان تكون مقارنة بين الأمس واليوم. فترة كانت فيها قرطبة درة الشرق والغرب، وفي جامعها أو جامعة جامعها تلقى بعض من ملوك الغرب أو باباواته، كالبابا كليمنس العاشر علومهم، فكانت هذه المدينة «واسطة العقد» بين غرب يتطاحن فيه الأمراء ويتسلطون على الرعية بالإرهاب وخلافة عباسية تتفكك، فإذا بقرطبة في عهد الخليفة الحكم المستنصر بالله، في قمة مجدها ونظامها، وان كان أفول هذا الخليفة سينذر بتقطع أوصال الأندلس وسقوط المجد التليد. ذلك الخليفة كان آخر خلفاء الأمويين في الأندلس، وابنه هشام كان خليفة صورياً، سيحتجزه العامريون في قصره ويحكمون باسمه. في تلك الفترة، حصل افتراق بين مفهومين وتاريخين: أولهما ساد فيه التسامح والتعددية ومستوى ثقافي بارز وثانيهما حلت فيه الفوضى وتألبت فيه المصالح الشخصية والوحشية على تدمير كل هذا، وحصل انحطاط ثقافي وأخلاقي وسياسي، كما يحصل في كل أزمنة الفرقة والوصولية. قرطبة كانت والأندلس ما هو عليه الغرب اليوم، من تقدم ونظام وسعي وراء كل إبداع ان في العلوم أو الفنون، وقد اهتم المؤلف بإبراز هذه النواحي الحضارية في دور العرب والأندلس غرباً مع تركيزه على اكثر من ناحية.
……
ركز عبدالجبار عدوان على دحض مزاعم الأصوليين في إصرارهم على جعل السنّة بمساواة النص القرآني، وعلى تميز قرطبة والأندلس كرمزيين حضاريين علمياً ودينياً، وعلى ان الحكم القوي لا يحتاج الى استرضاء العامة او التقرب منهم بقمع الفلسفة أو العلم، لأنهما يناقضان بالمظهر، المفهوم الشعبي لعلاقة الإنسان بربه. عائلة اسعد باهر بن عبدالرحمن القلعي، التي تحول أفرادها الى تسجيل التاريخ، كانت تتميز بميزات معاصرة عدة، إن لجهة الحس المنطقي ومقاربة المواضيع كلها بمنطق وذكاء، حتى الدينية منها، وان لجهة العلاقة بالدين، والانفتاح على الآخر. هذه العائلة، كانت مثالية في كل ما خطته وعاشته وفي السلوك الذي سلكته، مع بعض المبالغة ربما. كانت بالمختصر، جزءاً من «مبادئ حقوق الإنسان» بالمعنى المتعارف عليه حديثاً. وقد بث عبرها المؤلف، تأييده التسامح الديني، وعدم سيطرة الخرافات على العقل. ونشر في خلال إفرادها بعضاً من قيم عادلة تجاه المرأة، كعدم مسؤوليتها عن عدم الإنجاب غالباً. فكان اهتمام المؤلف منصباً على إبراز دورها في الدسائس والحياة العملية، من نسخ كتب وبيع في المخازن، حتى في مصر. عائلة جعلها المؤلف أنموذج العائلة المنفتحة، الناقدة، بمختلف أفرادها.
يشير المؤلف الى ان خبر حوريات الجنة، لم يرد في النص القرآني، وكذلك الختان وأمور مختلفة. ويلحظ ان المسلمين في بداية الفتح، لم يعتمدوا الغزوات طريقاً للغنائم أو السبايا، بل كانت فقط لتثبيت دعائم الحكم عند اللزوم، فيما في نهاية عهد الأمويين في قرطبة، وقد تكاثر طالبو السلطة، تحولت الغزوات عن المفهوم الاضطراري الأول، الى التكتيك الإجباري لضمان البقاء في السلطة. وقد اصبح معظم الجيش مرتزقة وأفراده يتململون طلباً للغنائم. وبهذا تغير وجه الحكم في نظر السكان الأصليين وخسر الحكم الإسلامي صورة التسامح، بالارتكابات التي ارتكبها هؤلاء. وقد ركز المؤلف على ممارسات بعض الحكام التي أدت الى طمس وجه التسامح الإسلامي بوجه آخر مستجد، أفرزته الحروب والعصور، كأمر الحاكم بالله الفاطمي بهدم كنيسة القيامة على رغم انه يعقد التحالفات مع حكام بيزنطية. وكانت وجهة الرواية العامة، أحقية «ابن البلد» حتى من غير طائفة بالحقوق التي تسمح بإحساسه بأنه في بلده، وعلى حس المواطنة، بصرف النظر عن الدين. وهو ما كان حققه العرب قبل الغرب ومفاهيمه الحديثة بكثير، لولا عودة من مرة الى أخرى الى عصور انحطاط وتعصب لأسباب عدة. يقول سليمان الراوي في الرواية «قرطبة تعودت من تجربتها التاريخية على الفصل بين الدين والمواطنة» في إشارة الى ان هجوم ملوك النصارى على حدود الأندلس، لم يكن يترجم انتقاماً من مسيحييها. لذلك، ينتقد سليمان أي ممارسة حصلت في المشرق العربي او في مغربه حمّلت أناساً وزر ما فعله أناس آخرون من دينهم، نتيجة الصراعات والحروب، ولذلك كان الكتاب، لينادي بالحفاظ على تراث عربي وإسلامي من التسامح
….. “
اوردت صحيفة "الاخبار" اللبنانية تقييماً مطولاً بقلم بيسان طي يوم 12 اكتوبر، عنوانه "ماذا فعلت راوي قرطبة بمجد الاندلس" ومما جاء فيه :
“سنعود بعد يومين أو ثلاثة، عندما تهدأ الشوارع ويستتب الأمن. لعلنا أيضاً ننجز وعدنا للشباب بزيارة الزهراء”. قال صاحب راوي قرطبة، فردد الأخير “الزهراء، لا بأس، فلنكحل العيون بما بقي من مجدنا ومجدها”. هكذا تنتهي القصة في رواية الفلسطيني عبد الجبار عدوان، وهكذا انتهت القصة في الواقع في التاريخ العربي. كحل العرب عيونهم بنظرة أخيرة إلى الزهراء، ثم راحوا يؤرخون للهزائم وقرون الاستعمار والظلام، ويبكون مجد الأندلس الضائع.
لكن (المؤلف) لم يكتب في “راوي قرطبة” رواية الرثاء أو البكاء على الأطلال. كتابه عن الأندلس يعيد إلى الأذهان حكاية ضياعها، قصة الخلافات الطائفية التي دبّت بين العرب منذ الفتنة الأولى في الأندلس بين الفاتحين من عرب الشمال وعرب الجنوب والبربر، وحكايات الفساد، والحروب التي لا طائل منها. يبدأها بفصول عن قرطبة حاضنة العلماء ومقصد الباحثين عن العلم.
… الرواية … غنية بالتفاصيل الجغرافية والتاريخية، صحيحة في استعارتها أو نقلها للأحداث …
صدرت في التوقيت المناسب، مع احتدام الصراعات الطائفية في العراق. تشبه أحداثها ما نعيشه اليوم في العالم العربي، من تفتت السلطة وتزايد المحسوبيات والتلهي بالبحث عن أعداء وهميين ونسيان العدو الحقيقي … واعتمد عبد الجبار عدوان أسلوباً هو أقرب إلى أدبيات ذلك العصر.
….
يُطلعنا الكاتب من خلال رواية سليمان على تاريخ ما لم يُحك في ذلك الحين.
ويوغل الكاتب في نقل تفاصيل الحياة الاجتماعية في قرطبة، فتزخر بعض فصول الرواية بحكايات عن عادات الزواج والطهور والضيافة وغيرها، ويروي أيضاً حكايات الفتن الدينية والسياسية… الرواية أمينة في نقل الأحداث، وثرية في تفاصيلها وصحيحة في ما تحكي عن زمن بعيد مشرع على عصرنا…”
راوي قرطبة.. دوت كوم
تحت هذا العنوان كتب الروائي (أشرف احسان فقيه) في موقع “اتحاد كتاب الانترنت العرب” راياً مميزاً عن موقع الراوي، ومما جاء فيه :
“… قد لا تبدو الفكرة استثنائية الإبهار؛ إذ أن عدداً متزايداً من الكتاب العرب بات يخصص مواقع إنترنت لإبداعاته الأدبية. لكن هذه المواقع تظل في مجملها قاصرة عن تجاوز غرضها الترويجي …
لكن ليس في حالة (عبد الجبار عدوان) سالفة الذكر… قرر “أن يستكمل بالمعلومات والصور والرسوم والخرائط ما لا يمكن ان تشمله رواية”. والطريقة التي اختارها لممارسة لهذا التوسع لم تكن عبر كتاب جديد يحمل اسمه.. ولا ملحق صحفي يضمن به تواجداً أسبوعياً في وعي القارئ. هو اختار ببساطة أن يدشن موقعاً إلكترونياً هو أشبه بـ (مسرد) أو (هامش) ضخم. واختار أن يسخر فضاء (النت) في سبيل توفير مرجعية علمية وتاريخية.. وبصرية فوق ذلك كله تتيح للقارئ استيعاباً أكبر لجو الرواية.. وتخلق لها (عالمها) على نحو يتعدى المجاز المجرد.
…. ماذا أيضاً؟ ثمة مقاطع من الرواية وما ورد بها من أشعار. وتبلغ القيمة التفاعلية-البصرية مستوى أعلى بتقديم مقطوعات (فيديو) “قصيرة متجددة عن الأماكن التي دارت فيها وقائع الرواية”.
المطالبة بتبني هذا النمط الرقمي في التعاطي الإبداعي قد تبدو مجحفة لأول وهلة في حق جمهور الكتّاب والمؤلفين. لاسيما وأن طبيعة (راوي قرطبة) كرواية تاريخية تتيح لها مجال تحرك أوسع مقارنة بضروب أخرى من القصّ…”
كيف كان استيعابنا لأعمال تقليدية ناجحة من قبيل (عمارة يعقوبيان) مثلاً سيتطور لو أنها تبنت أيضاً الفضاء الرقمي لتتوسع في عطائها وتمثل مرجعيات لها ولكتابها؟ وما مدى الأثر الذي سيحدثه موقع (راوي قرطبة) في ما سيلي من إبداعات تقليدية؟ لنذكر قبلاً أن موقع هذه الرواية يحوي بالكاد صورة صغيرة لمؤلفها. نحن هنا لا نتحدث عن هوس بتمجيد المؤلف. هذا موقع لا يتبختبر به ولا بسيرته الذاتية.. لكنه يشركنا أكثر في عقله وقلبه وفي إبداعه مع البطل الحقيقي: الرواية.. بشخوصها وأماكنها. ويفتح لنا مساحات خيال هي باتساع جامع قرطبة الكبير الذي تزين أقواسه سقف الموقع الإنترنتي كما تزين غلاف الرواية الورقية.. الغير تقليدية والحال كذلك.”
"راوي قرطبة".. أحوال العالم في عصر ذهبي ومظلم!
المستقبل (اللبنانية) - السبت 9 أيلول (سبتمبر) 2006 - العدد 2381 - ثقافة و فنون - صفحة 20
مما ورد في الصحيفة عن راوي قرطبة : “رواية تاريخية لا تخلو من تشويق درامي مميّز، تدور أحداثها في القرن الرابع الهجري، وتنطوي على ما يجعلها ذات دلالة في اللغة والمحتوى والأسلوب …. تسترجع جزءاً هاماً وحيوياً من تاريخ تلك الفترة الصاخبة وظروف الفتوحات الإسلامية وما يندرج فيها من مستجدات هامة بدت مصيرية في تلك الأثناء. وتتطرق أيضاً، بأسلوب درامي مكثف الى قضايا وخلافات متعددة شغلت الأمم آنذاك، ولا يزال بعضها يرافقنا حتى اليوم، أو يشغل حيّزاً واسعاً من ذاكرتنا التاريخية والثقافية والاجتماعية. يروي سليمان …. ويوفّر، في هذا السياق، تفاصيل مثيرة وهامة تتعلق بظروف الحياة والجغرافيا، والكوارث الطبيعية والفتن الدينية والعقائدية والتجاذبات السياسية المتكررة. ولا يستثنى من هذا الإطار، مجريات المعارك العسكرية والنتائج المترتبة على سياسة جمع الغنائم وتوزيعها. وفي أي حال، تعكس الرواية اليوميات السياسية والاجتماعية والثقافية في ذلك الزمن. وتشرح أحوال العالم الغربي والمشرقي في عصر وصف بالمظلم والذهبي في آن ….
يتضمن الكتاب على قرابة الخمسة والسبعين فصلاً. ويقع في 591 صفحة من القطع الكبير.”
المعرض الدولي للكتاب بدمشق
كان “راوي قرطبة” من ضمن الكتب الحديثة التي عرضت في المعرض الدولي بدمشق بين ايام 1 الى 11 اغسطس 2006 والذي صادف ايام الهجوم البربري الاسرائيلي على لبنان، ذلك الهجوم الذي عطل الحياة اللبنانية وقصف الارواح. معرض دمشق شاركت فيه 400 دار نشر عربية واجنبية عرضت حوالي 40 الف عنوان ممن صدرت في السنوات الخمس الماضية.
تحت عنوان "محنة أمة .. وتاريخ وطن" نشرت صحيفة الاهرام الدولي صفحة عن رواية راوي قرطبة، وذلك بتاريخ 26 يوليو 2006
جاء في مقدمة الصفحة : صدرت مؤخراً رواية جديدة للكاتب الفلسطيني الاصل البريطاني الجنسية، عبد الجبار عدوان تحت عنوان “راوي قرطبة” عن دار الفارابي للنشر في بيروت… والتي ينقلنا من خلالها في رحلة تاريخية شائعة الى مدن الاندلس وصقلية الاسلامية، ومصر الفاطمية، الى جانب بلاد الفرنجة والرومان.
وكأن التاريخ يعيد نفسه علينا ، فنرى الرواية تتطرق لاحداث العالم الاسلامي في القرن الرابع الهجري، العاشر الميلادي بما شهد من خلافات دينية وفتن طائفية .. فيختلط علينا الامر وكأن شخصيات الماضي _ التي استحضرها الراوي _ هي تلك التي تعيش في عالمنا اليوم بكل ايجابياتها وسلبياتها، مع اختلافات بسيطة في الهيئة والملامح.
وتصور لنا الرواية ايضاً الفتوحات الاسلامية وما صاحبها من قضايا مثل فرض الجزية على غير المسلمين ، وجمع الغنائم والاختلاف حولها، وعقاب الخلفاء لقادة الفتح ، ولكن يستفاد منها ايضاً رؤية حول مسائل تعدد الزوجات ، ودور الحريم والمسبيات والعبيد والمرتزقة في المجتمع، ونتائج الخلافات في العائلات الحاكمة. في راوي قرطبة حوارات حول الجنة والنار ، وهل الخلافة لله أم للرسول، وتوضيح الفوراق بين النظام السياسي الاسلامي وجاره الاوربي المسيحي، كذلك تتعمق احداث الرواية في مجريات عصور الظلام الاوروبية الفظيعة والانحلال الاخلاقي الذي اصاب الكرسي البابوي.
جريدة الاهرام 12 يوليو 2006
“… هكذا يقدم لنا رؤية الناس قبل الف عام لعصرهم وللعصور التي سبقتهم. استغرق المؤلف عامين في مراجعة امهات الكتب والمصادر والتنقل بين كل مواقع الرواية والاقامة في الاندلس لاتمام هذا العمل بهذا الشكل… لرواية تاريخية تبرز مناخات لم تتكرر لحقبة تعايش الاجناس والاديان في ظل سيادة قرطبة الاسلامية … وتتطرق لقضايا وخلافات شغلت الشعوب والامم المتجاورة، ولا زال بعض تلك القضايا يرافقنا حتى الان بعد اكثر من الف عام. الفتن التي تشغلنا الان على سبيل المثال، رافقتنا طوال تاريخنا، وتحديدا في العراق والاندلس… يطلعنا على تفاصيل المعارك والغزوات التي شارك فيها، والى اين الت نتائج سياسة جمع الغنائم التي يمكن القول انها اثرت سلباً على العرب طوال حياتهم، او الاستنتاج انه بدون اغراء الغنائم لكانت الفتوحات محدودة جغرافياً. الراوي لا يجزم برأي هنا وانما يستعرض هذه القضية وتأثيراتها في حياة الاندلس الاسلامية وعلاقاتها مع الجيران في عهد الخليفة الحكم ومن بعده الحاجب المنصور…”
منبر دنيا الوطن تحت عنوان: حتى لا يحدث في فلسطين ما حدث في الاندلس. 4 يونيو 2006
“… يصف لنا سليمان الحياة بكل تفاصيلها حيث تحطه رحلاته الداخلية والخارجية، ويقدم رؤية أهل بلده في الغزوات ضد ممالك الشمال، وفي الصراعات مع المغرب، وسياسة الاكثار من استجلاب البربر وضمهم للجيوش. مذكرات اجداده وتجارة اهله في الكتب والورق وتصدير اعمامه لتين مالقا، وفندق زوج عمته في قرطبة، كلها عوامل ساهمت في وصول اخبار العالم المحيط اليه أولا باول، فيقدمها بدوره لنا في الصفحات اثناء روايته لاحداث حياته الشيقة. احد جيرانه من التجار اليهود يمده بالقصص عن ماضي اليهود وحاضرهم، وما قيل عن دورهم في فتح الاندلس واسبابه، وعن مدارسهم الفكرية …”
الاهرام المسائي – عالم الكتب 3 يونيو 2006
“…الراوي سليمان ينتسب الى عائلة حقيقية توارثت الرواية وتسجيل التاريخ منذ الفتح الإسلامي لأفريقيا والأندلس، وهو يروي لنا قصته وقصة قرطبة والعالم من حوله. وكل الشخصيات في الرواية حقيقية أيضاً، ومثلها الوقائع الحربية في المكان والتاريخ والأسلحة والتكتيكات التي استعملت. وتعكس الرواية الواقع الاجتماعي والديني والتطورات السياسية ودور النساء فيها، وتطرح أحوال العالم الغربي والمشرقي في هذا الزمن الموصوف بالمُظلم وبالذهبي ايضاً، وواقع العبيد والجواري ودورهم في المجتمعات…”
الملحق الثقافي في جريدة الشرق الاوسط. 31 مايو 2006
“… يبدأ العمل (الرواية) بتدمير المدينة الملكية، مدينة الزهراء (قرب قرطبة) التي عرفها الراوي أيام عزها وعاين استقبالها للسفراء، وصادق الأمير هشام بها، ثم يعود بنا سليمان بسرعة الى طفولته في قرطبة …”
شبكة الاخبار العربية 31 مايو 2006
“راوي قرطبة .. رواية تحكي قصة المدينة”
مفكرة الإسلام: صدر أخيراً للكاتب عبد الجبار عدوان رواية بعنوان راوي قرطبة. الرواية تعتمد على حقائق تاريخية موثقة في أمهات الكتب العربية للذين عاصروا الأحداث من مؤرخين وأدباء وعلماء ورحالة وشعراء، واعتمدت أيضا مراجع أوروبية للتثبت…”
مفكرة الاسلام. نافذة ثقافية 31 مايو 2006
“… فهي تنحاز للاسلوب الروائي العربي القديم الذي ينقل القاريء بين الازمنة والاماكن من دون كسر العمود الفقري او فقدان حبل الترابط…”
قسم اداب وفن – ثمرات المطابع. صحيفة التجديد المغربية 30 مايو 2006
“… رواية تاريخية شيقة من القرن الهجري الرابع، متميزة في تسخير اللغة العربية الكلاسيكية بسلاسة مدهشة، كما ان محتواها واسلوبها غير مطروق. تدور احداثها في مدن الاندلس الاسلامية وممالك الشمال النصرانية، وفي جزيرة صقلية الاسلامية ومصر الفاطمية، وفي بلاد الفرنجة ايضاً. تسترجع الرواية التاريخ وتطورات ظروف الفتوحات الاسلامية لشمال افريقيا والاندلس. وتتطرق لقضايا وخلافات شغلت الشعوب والامم المتجاورة، ولا زال بعض تلك القضايا يرافقنا حتى الان بعد اكثر من الف عام…”
أخبار الادب والفن . ايلاف 24 مايو 2006
“… يعطينا الراوي اوصاف الجغرافيا بالتفصيل، وكوارث الطبيعة والمجاعات والفتن الدينية والسياسية… احياناً يقدم سليمان قصصا وصفحات من تسجيلات اجداده للربط بين الماضي وحاضره. جده ووالده لا يشجبان اسئلته وافكاره حول الجنة والانبياء. يناقش مع جده والامير هشام فيما يُكتب عن كروية الارض، وقسوة الحكام السابقين وفساد الشعراء. يحدثنا عن الحياة الاجتماعية وتفاصيل طهوره وزواج عمه الاصغر من مسيحية، ونزهاته مع اخته وصديقاتها من بنات الجيران. في مدينة سدونة يستعرض لنا تفاصيل تعلمه الفروسية الاسلامية وفلسفتها…”
أداب وفنون في صحيفة الشرق القطرية 23 مايو 2006
“…الرواية مميزة في تركيبتها واقرب شبهاً باسلوب الف ليلة وليلة ولكن محتواها حقيقي، بالرغم من غرابته، ويعكس يوميات الراوي وترحاله…”